أهرامي وأنا حُر فيه.. أطبعه أو ألغيه! "بقلم: مش أحمد السيد النجار"

إن سياسة التكلُّس الأيديولوجى التى يرغب البعض فى حصارنا بداخل خانة مُظلمة خانقة فيها، هى سياسة أثبتت خطأها على مَرّ التاريخ ضد المُناضلين والمُقاتلين، والساعين للديمقراطية القومية الاتحادية المُشتركة، لا سيما فى ظل غضون غياب الدور التنويرى التنموى لوسائل الإعلام، وعلى رأسها جريدة الأهرام قبل أن أتولى رئاسة مجلس إدارتها!

تلك الجريدة التى أقوم بتحويلها الآن للسان ناطق باسم الحق والنضال والوطنية، والحفاظ على الأرض والعرض، ضد كُل من تسول له نفسه التجاوز فى حق الوطن، أو الصحافة، أو حقى أنا شخصياً، فالأهرام أنا، وأنا الأهرام!

يتساءلون عن إيقافى لطباعة الجريدة، ألست أنا المسئول عن ذلك؟ وإيه يعنى لو الجورنال مصدرش فى يوم، اعتبروه إجازة جمعة، أو عيد فطر، أو ذكرى مقالي الشهير ضد وزير المالية، هى الدُنيا هتقف، واللا الأرض ستكُف عن الدوران؟ طيب خليها تكُف، وأهو يبقى سبق صحفى يخلينا نشتغل عليه ونعمل مكاسب بالمليارات تعوِّض شوية ملايين تافهة سنخسرها لو أوقفنا طباعة الجريدة يوم واللا يومين!

بالأمس فوجئت بمقال لواحد من الكتاب اللي شكله مبيعجبنيش، وبيقعد على قهوة باكره الشيشه بتاعتها، الحقيقة المقال معجبنيش، ولم يكُن مُتفقاً مع اتجاهاتى النضالية القومية ومع شعاراتي ومسيرتي الوطنية، فقُلت أن هذا لا يليق، أليست الديمقراطية أن يقول كُل واحد رأيه؟ طيب هذا الكاتب كتب رأيه بكُل حُرية، وأنا باسم الحُرية الشخصية وانطلاقاً من حقوقي الادارية العلوية اللولبية،  قررت إنى أشطُب المقال وأمنعه من النشر، فين المُشكلة إذن؟!

إننا محاصرون، أو محاصرين، ياريت الأخوة بتوع المُراجعة اللغوية يحضرونا هنا وليهم مكافأة شهرين، المُهم إننا تحت حصار شوية مُتآمرين، راغبين فى إلهاءنا عن قضيتنا الأساسية فى الحفاظ على الثورة، وعلى العيش، والجبنة ، والعدالة الاجتماعية، وتيران وصنافير مصرية، إحنا كُنا بنقول إيه؟ آه محاصرون، لأ مُحاصرين، المُهم إننا مزنوقين وخلاص مع ناس عايزة تعطَّل المسيرة، وتوقف التقدُم، ولن نسمح لهم، لن نسمح، تباً هم جميعاً!

إن من البدهى أن الأهرام عندما تتوقَّف طباعتها، وهى طباعة بمزاجى، يمكن مش عاجبنى نوع الورق يا جدع، يمكن عايز أغيَّر لون الكلام، إحنا زهقنا من اللون الأسود، وعاوزين حاجة فرايحى شوية، المُهم أنه من البدهى أن الأهرام لما تتوقَّف طباعتها، سيُقبل الناس على السؤال عليها، وهايبقوا عايزين يشتروها لأن الممنوع مرغوب، وقتها مُمكن نبيع النُسخة بخمسة وبعشرة جنيه فى الأيام التالية، ونحقق أرباح خيالية، وقد يصبح بوسعنا أن نبيعها بالدولار واضرب فى 18 بسبب التعويم، او افرض اني مش عايز أبيع الأهرام أصلاً  لأني أكره أى بيع للأرض والعرض والجرايد كمان، فهل كُنت مُخطئاً، أم أن النظرة القاصرة من المُنتقدين هى العمياء الفاقدة لنور البصر والبصيرة؟!

فى كُل الأحوال فأنا المسئول الأول والأخير والخطير عن مؤسسة الأهرام، الأهرام الصباحى، والمسائى، والرياضى، ونُص الدُنيا، لو عايز أخليها قد  الدُنيا هخليها أنا حُر وبمزاجى، ولو عايز الأهرام المسائى يكون أهرام  بعدالعصر او بعد الغدا وأسميه "الأهرام الغدائي" برضو أنا حُر، وبمزاجى هطبع الأهرام أو همنعه من الطباعة، أهرامى وأنا حُر فيه، أكشكشه وأتنيه، أو أجيب طعمية وألفها فيه، براحتى، أنا حُر، ولقد منحتنا ثورة ٢٣ يوليو وثورة ٢٣ يناير حُرية لن يستطيع أحد أياً كان انتزاعها منا ، من انتم ؟!!!

مقال تخيُلى ساخر كتبه:أنور الوراقي..

التعليقات