تحديثات واتساب تثير غضب المستخدمين وتدفعهم لـ سيجنال.. "القصة كاملة"
في الأيام الأولى من 2021، أعلن تطبيق المراسلة الفورية "واتساب"، تحديثاً جديداً لشروط وسياسة الخصوصية، تتيح له مشاركة مزيد من بيانات مستخدميه، البالغ عددهم نحو 2.2 مليار حول العالم، مع شركة "فيسبوك"، المالكة للتطبيق، بالإضافة إلى تخصيص مساحة للإعلانات.
الخطوة الجديدة وضعت "واتساب" في مرمى الانتقادات، وقوبلت برفض من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عدوها انتهاكاً للخصوصية، في الوقت الذي صرحت فيه الشركة بأنه يجب على المستخدمين الموافقة على سياسة الخصوصية، وفي حالة الرفض سيُمنع المستخدمين من استعمال حساباتهم، اعتباراً من الثامن من فبراير المقبل.
التحديث الجديد الذي أثار جدلاً لدى المستخدمين، له جذور، إذا أعلنت "واتساب" في أغسطس 2016، أي بعد نحو عامين من صفقة استحواذ "فيسبوك"، عن تحديث جديد لشروط وسياسة الخصوصية أصبحت تشارك بموجبه معلومات الحساب الخاصة بمستخدميها مع فيسبوك، بحجة تحسين محتوى الإعلانات الموجهة إليهم.
وقتها كان ذلك التحديث هو الأول الذي تجريه واتساب منذ أربع سنوات، لتخالف بذلك تعهداً قطعته على نفسها بعد استحواذ فيسبوك عليها عام 2014، حيث أكدت أن "الصفقة لن تؤثر على خصوصية مستخدميها"، الذين كان يبلغ عددهم وقتها نحو مليار شخص.
لكن وقتها، كان يمكن للمستخدمين رفض سياسة الخصوصية الجديدة، ومواصلة استخدام التطبيق بشكل طبيعي، حتى في حالة النقر بالخطأ على الموافقة، كان يمكن التراجع عن ذلك وتصحيح الخطأ خلال مدة 30 يوماً، وذلك على عكس التحديث الجديد في 2021، الذي ستصبح إجبارية بحلول الشهر المقبل، على أن يُمنع الرافضين لسياسة الخصوصية من استخدام التطبيق، وستحذف حساباتهم!
أيضاً تقترح السياسة المحدثة أنه قد يرسل للمستخدم مواد تسويقية حول شركات فيسبوك. بالإضافة إلى ذلك، ستستخدم الشركة بيانات المستخدمين التي تم جمعها من التطبيق وخدمات فيسبوك الأخرى لتقديم اقتراحات حول المحتوى وتوصيات الأشخاص والإعلانات جنبًا إلى جنب مع تحسينات الخدمة.
يأتي ذلك فيما نشرت "سيجنال" شرحاً مبسطاً لقواعد الاستخدام لمساعدة المستخدمين على نقل محادثاتهم بسهولة من تطبيق آخر للمراسلة، وذلك في محاولة لاستقطاب مزيد من المستخدمين.
وحسب "بي بي سي" فإن هناك العديد من أوجه التشابه بين تطبيقي و"اتساب" و"سيجنال"، فكلاهما يستخدم نفس تقنية التشفير "طرف إلى طرف"، لكن الأمر لا يخلو من اختلافات جذرية، أبرزها أن "سيجنال" يستخدم نظام تشفير خاص مفتوح المصدر مما يتيح للخبراء فرصة فحص الكود الأساسي في أي وقت، في حين لا يسمح تطبيق واتساب بفحص الكود الخاص به بسهولة، كذلك يسمح الأخير بتخزين كم هائل من البيانات المتعلقة بالمستخدم ونشاطاته.
أما "تليجرام" الذي يبرز أيضاً كمنافس لـ"واتساب"، والذي شهد ارتفاعاً في عدد في الطلب عليه بعد تحديثات واتساب الأخيرة، فقد سخر عبر صفحته الرسمية على "تويتر"، من خلال استخدام مقطع الفيديو الشهير المسمى Coffin Dance من أجل تكريم وفاة خصوصية المستخدم في منافسه واتساب.