حكاية "إمساكية رمضان" وأول من طبعها.. "دليل الصائم والمصلي"

"إمساكية رمضان" تعد من أول الطقوس التى تميز رمضان منذ زمن بعيد، والتى تعد بمثابة دليل الصائم والمصلي لأيام رمضان الثلاثين والتى كان يرجع لها المصلي للتعرف على موعد أذان المغرب وموعد الإمساك وكذلك أذان الفجر، وعلى مدار تاريخ مصر كانت الإمساكية لوحة فنية مرسومة ومطبوعة بعناية فائق ، يعود تاريخ أول إمساكية- بحسب بعض الباحثين في التراث- إلى شهر رمضان سنة ١٢٦٢ هجريًا الموافق سبتمبر ١٨٤٦م، وتحديدا في عهد محمد علي باشا قبل أن يفارق الحياة بعامين، وطبعت في دار الطباعة الباهرة الكائنة ببولاق مصر القاهرة على ورقة صفراء ذات زخرفة بعرض 27 سنتيمترا وطول 17 سنتيمترا وكتب عليها: "أول يوم رمضان الإثنين، ويرى هلاله في الجنوب ظاهرًا كثير النور قليل الارتفاع ومكثه خمس وثلاثون دقيقة". كما أرفق معها صورة محمد علي باشا.

وكانت امساكية رمضان من زمان إلى الان دليلا على مدى وجاهة ورقي صاحبها سواء أشخاص أو شركات أو جمعيات ، وكانت تؤرخ للعصر الذى صدرت فيه من ناحية التقدم والرقى في الرسم والطباعة وفكرة الإمساكية ، ومع التقدم التقنى الحالى تحولت الإمساكية الورقية الى تاريخ وحالة من الزمن الجميل يحرص الهواة على اقتنائها بعدما أصبح الموبايل بديلاً لأشياء كثيرة في حياتنا .

وفي عهد الملك فاروق تطور تصميم إمساكية رمضان بعد أن كان عبارة عن ورقة واحدة فأصبح كتيبا صغير الحجم يضم آيات من القرآن الكريم وبعض سور القرآن وأدعية وأحاديث نبوية شريفة، بالإضافة إلى مواقيت الصلاة والتقويم، وكان أشهر هذه الإمساكيات في ذلك الوقت إمساكية دعائية لشاي "الشيخ الشريب" ومصنع فيليبس وشركة عدي والشمرلى.

وفي عام 1945م توسع استخدام إمساكية رمضان في الدعاية التجارية والإعلان عن المنتجات والبضائع على يد رجل الأعمال اليهودي داوود عدس، الذي طبع أول إمساكية لسلسلة محلاته في رمضان سنة 1364 هجرية الموافق أغسطس من العام 1945، لكن اختلفت إمساكية داوود عدس عن غيرها كون أنها كانت إمساكية مرفقة بمعلومات الصيام وفضله وأسباب فرضه؛ وأسفل كل هذه المعلومات إعلان دعائي لمحله وتوفر البضائع فيه.

يشير وسيم عفيفي الباحث في التراث بحسب قناة العربية إلى أن إمساكية رمضان التي طبعها داوود عدس تعتبر الملهمة لأغلب إمساكيات رمضان ذات الورق المتعدد، حيث طور إمساكية طُبِعَت من أحد تجار العطارة سنة 1356 هجري الموافق نوفمبر من العام 1937 والتي احتوت على أحكام الصيام والأدعية والآيات القرآنية وأذكار الصباح والمساء وأحكام زكاة الفطر وأجندة ومواعيد.

التعليقات