الإصابة الأولى بسيوة.. كيف وصل فيروس "كورونا" إلى الواحة الهادئة؟

على مدار أشهر عاشت واحة سيوة في هدوء، لم يصل فيروس "كورونا" المستجد إليها رغم أنين العالم من انتشاره، صارت من المناطق الآمنة لندرة الاختلاط والحفاظ على النصائح الوقائية المختلفة، غير أن الأحوال تبدلت منذ أيام، حينما ظهرت أعراض المرض على رجل خمسيني من الأهالي، نُقل إلى الوحدة الصحية لإجراء الفحوصات اللازمة، وخلال ساعات تأكد الخبر، تسجيل أول حالة إصابة لـ "كورونا" في سيوة، لتبدأ عمليات البحث عن مصدر العدوى والتأكد من سلامة المخالطين فضلًا عن التأهب في كافة الأنحاء "خدنا الإجراءات اللازمة لنقله لمستشفى عزل، والحفاظ على سلامة الناس في بلدنا" يقولها عادل نصر من الإدارة الصحية بسيوة .

قبل أسبوعين كان "ملاك نبيل" - اسم مستعار- يجلس في بيته بمنطقة "بهي الدين" التي تبعد عن الواحة 30 كيلو، قبل أن يندفع إليه زوج ابنته باكيًا مخبرًا إياه بوفاة والدته وضرورة السفر إلى القاهرة لدفنها "طبعًا كان صعب يسيبه لوحده في ظروف زي دي، قرر إنه يسافر مع جوز بنته" وفق رواية شقيقه ، لم ينتظر كثيرًا، انطلق الرجل الخمسيني رفقة "نسيبه" إلى العاصمة، بقى هناك ليومين ثم عاد مرة آخرى "بعدها بكام يوم تعب شوية، كحة ناشفة، وسخونية، ومكنش بيتنفس كويس" شعرت الأسرة بالقلق واتجهوا إلى الوحدة الصحية في بهي الدين.

العلامات البادية على "نبيل" دفعت الأطباء إلى تحويله لمستشفى سيوة العام "اتعملنا معاه إنه حالة اشتباه، عملنا تحاليل وأشعة" لم تكن المؤشرات مطمئنة كما يوضح "نصر" من الإدارة الصحية، على الفور تم الحصول على عينة من الرجل الخمسيني وإرسال المسحة إلى وزارة الصحة "وجالنا إشارة بإيجابية العينة وضرورة تحويله لمستشفى النجيلة بمرسى مطروح" لم يصدق الرجل، تملكه الحزن، وتيرة المفاجأت القاسية أكبر من استيعابها، بين ليلة وضحاها صار رقما جديدا بين المصابين بسبب قضاء واجب في القاهرة "الفيروس اتنقله هناك، بس مش عارفين حصل إزاي".

في طريقه إلى مستشفى العزل كانت الأسرة تتواصل مع "نبيل" حتى استقر هناك لبدء حصوله على الرعاية الصحية اللازمة، وفي الواحة جرت عمليات تتبع المخالطين لوقف انتشار الفيروس في سيوة، ومن خلال البيانات التي يحصل عليها فريق طبي متواجد في مدخل واحة سيوة، تم التعرف على ركاب السيارة التي عاد فيها، ويضيف نصر: "إحنا بنكون سايبين 3 في الكمين، لقياس درجة الحرارة، والسؤال إذا كان حد خالط مريض (كورونا)، وكتابة أسماء وعناوين الوافدين"، تم إبلاغهم بضرورة عزل أنفسهم في البيت لـ 14 يوم.

التعليقات